الحاسبات الفائقة ، الذكاء الاصطناعي والميتافيرس ، إليك ما تحتاج إلى معرفته

نبذة سريعة

• الحاسبات الفائقة هي معالجات فائقة السرعة تُستخدم لإدارة وتفسير كميات هائلة من البيانات.

• يعتمد الذكاء الاصطناعي على السباق العالمي للحاسبات الفائقة الأسرع ويستفيد منها.

• تجلب معالجة البيانات فائقة السرعة معها أسئلة أخلاقية أساسية بعيدة المدى.

مقدمة

منذ بداية هذا العام ، كان هناك الكثير من الضجيج والتشكيك والسخرية والحيرة المحيطة بمفهوم الميتافيرس Metaverse.

بالنسبة للبعض ، فقد أضاف إلى تلك الحيرة عالمًا بعيد المنال من الواقع المعزز Augmented Reality والواقع المختلط. ولكن بالنسبة لآخرين، فإن Metaverse هي لحظة تاريخية في عالم الواقع الممتد ؛ عالم يقترب من “الحياة الثانية” التي توقعها الكثيرون منذ فترة طويلة.

الأخبار التي تفيد بأن بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم تطور حاسبات فائقة تعمل بالذكاء الاصطناعي بشكل سريع قد عززت هذا التوقع ، ولكن ماذا سيعني دخول هذه الحاسبات للواقع الافتراضي و الميتافيرس Metaverse – وكيف يمكننا إدارة ذلك بمسؤولية؟

ما هو الحاسب الفائق Super Computer؟

ببساطة ، الحاسب الفائق هو جهاز حاسب آلي يتمتع بمستوى عالٍ جدًا من الأداء. يمكن استخدام هذا الأداء ، الذي يتفوق بكثير على أي حاسب محمول أو حاسب مكتبي متاح للمستهلكين على الرفوف ، من بين أشياء أخرى ، لمعالجة كميات هائلة من البيانات واستخلاص رؤى رئيسية منها. هذه الحاسبات عبارة عن ترتيبات موازية ضخمة لأجهزة الحاسب – أو وحدات المعالجة – التي يمكّنها من أداء أكثر عمليات الحوسبة تعقيدًا.

عندما تسمع عن أجهزة الحاسب الفائقة ، فمن المحتمل أن تسمع مصطلح FLOPS – “عمليات النقطة العائمة Floating Point في الثانية”. يعد FLOPS مقياسًا رئيسيًا لأداء هذه المعالجات المتطورة.

الأرقام العائمة Floating Points ، في جوهرها ، هي تلك التي تحتوي على علامات عشرية ، بما في ذلك الأرقام الطويلة جدًا. هذه الأرقام العشرية هي المفتاح عند معالجة كميات كبيرة من البيانات أو تنفيذ عمليات معقدة على جهاز حاسب، وهنا يأتي دور FLOPS كمقياس. يخبرنا كيف سيعمل الحاسب عند إدارة هذه الحسابات المعقدة.

سوق الحاسبات الفائقة

من المتوقع أن ينمو سوق الحاسبات الفائقة بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 9.5٪ من عام 2021 إلى 2026. وستؤدي زيادة اعتماد تقنيات الحوسبة السحابية والتقنيات السحابية إلى تعزيز هذا النمو ، وكذلك الحاجة إلى أنظمة يمكنها استيعاب مجموعات بيانات أكبر لتدريب و تشغيل الذكاء الاصطناعي.

كانت الصناعة مزدهرة في السنوات الأخيرة ، مع إنجازات بارزة تساعد في بناء المصلحة العامة ، وتسعى الشركات في جميع أنحاء العالم الآن للتغلب على المنافسة وتجاوز المنافسة في مشاريع الحاسبات الفائقة الخاصة بها.

في عام 2008 ، كان الحاسب الفائق Roadrunner من IBM أول من كسر حاجز البيتافلوب petaFLOPS– مما يعني أنه يمكنه معالجة كوادريليون عملية في الثانية. وفقًا لإحدى الدراسات ، يعد حاسب Fugaku الفائق ، ومقره في مركز RIKEN للعلوم الحاسوبية في كوبي ، اليابان ، أسرع آلة في العالم. وهي قادرة على معالجة 442 بيتافلوبس petaFLOPS في الثانية.

حاسب Meta’s AI الفائق

في أواخر كانون الثاني (يناير) ، أعلنت شركة Meta على وسائل التواصل الاجتماعي أنها ستطور حاسوبًا عملاقًا فائقًا يعمل بالذكاء الاصطناعي. إذا كان توقع Meta صحيحًا ، فسيكون يومًا ما أسرع حاسب فائق في العالم.

هدفها الوحيد؟ تشغيل الجيل القادم من خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

اكتملت بالفعل المرحلة الأولى من إنشائه ، وبحلول نهاية عام 2022 من المتوقع أن تنتهي المرحلة الثانية. في هذه المرحلة ، سيحتوي الحاسب الفائق لشركة Meta على حوالي 16000 وحدة معالجة رسومات إجمالية ، وقد وعدت الشركة بأنها ستكون قادرة على تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي بأكثر من تريليون معامل parameters على مجموعات البيانات الكبيرة مثل البيانات التي بحجم إكسابايت exaByte – أو ألف بيتابايت petaByte.

في حين أن هذه الأرقام مثيرة للإعجاب ، فماذا يعني هذا بالنسبة لمستقبل الذكاء الاصطناعي؟

ميتافيرس و الحاسبات الفائقة : العالم القادم

وعدت Meta بمجموعة من الاستخدامات الثورية للحاسب الفائق الخاص بها ، بدءًا من الألعاب فائقة السرعة إلى الترجمة الفورية والسلسة لكميات كبيرة من النصوص والصور ومقاطع الفيديو في وقت واحد – فكر في مجموعة من الأشخاص يتحدثون لغات مختلفة في وقت واحد ، والقدرة على ذلك التواصل بسلاسة. يمكن استخدامه أيضًا لمسح كميات ضخمة من الصور أو مقاطع الفيديو بحثًا عن محتوى ضار ، أو تحديد وجه واحد ضمن حشد كبير من الناس.

سيكون الحاسب أيضًا أساسيًا في تطوير الجيل التالي من نماذج الذكاء الاصطناعي ، وسيعمل على تشغيل Metaverse ، وسيكون أساسًا يمكن أن تعتمد عليه تقنيات metaverse المستقبلية.

لكن الآثار المترتبة على كل هذه القوة تعني أن هناك اعتبارات أخلاقية جدية لاستخدام حاسب Meta الفائق، ولأجهزة الحاسب الفائقة بشكل عام.

الأخلاق والذكاء الاصطناعي

لطالما تطلبت التقنيات الجديدة إجراء محادثات مجتمعية حول كيفية استخدامها – وكيف لا ينبغي استخدامها. الحاسبات الفائقة لا تختلف في هذا الصدد.

بينما كان الذكاء الاصطناعي بارعًا في حل بعض المشكلات الكبيرة والمعقدة في العالم ، لا تزال هناك بعض العيوب، لا تنتج خوارزميات الذكاء الاصطناعي هذه العيوب – بل هي نتيجة مباشرة للبيانات التي يتم إدخالها في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

إذا كانت البيانات التي يتم إدخالها إلى الأنظمة بها تحيز ، فإن نتيجة حساب الذكاء الاصطناعي لا بد أن تحمل هذا التحيز – وإذا أصبح الميتافرس والواقع الافتراضي ” حياة ثانية ” ، فحينئذٍ نحن ملزمون بحمل تلك العيوب معنا ، أعني الأحكام المسبقة والتحيزات من الحياة الأولى؟

يجلب عصر الذكاء الاصطناعي أيضًا أسئلة أساسية حول خصوصية الإنسان وخصوصية أفكارنا.

لمعالجة هذه المخاوف ، يجب علينا دراسة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي بجدية. عندما ننظر إلى الهياكل الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ، يجب أن نتأكد من أن استخدامه شفاف وقابل للتفسير وخالي من التحيز وخاضع للمساءلة.

يجب أن نكون قادرين على شرح سبب بدء عملية حسابية معينة أو أي عملية ما في المقام الأول ، وماذا حدث بالضبط عندما قام الذكاء الاصطناعي بتشغيلها ، والتأكد من عدم وجود تحيز بشري أولي ضد أي مجموعة أو فكرة ، وأن نكون واضحين بشأن من يجب أن يخضع للاختبار. ومن هو المسؤول عن نتائج الحساب.

يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الحواسيب العملاقة والشركات المنتجة لها ستضمن معالجة هذه المجالات الرئيسية الأربعة باستمرار وشفافية. لكن الأمر سيصبح أكثر إلحاحًا مع استمرارهم في ممارسة المزيد من القوة والتأثير على حياتنا – سواء عبر الإنترنت أو في العالم الحقيقي.

ستدفع الطفرة في عصر الحوسبة الفائقة عصر الحوسبة المتوازية parallel computing وحالات الاستخدام بسرعة الفكر. نرى مستقبلاً حيث سيتم تشغيل مزيج من أجهزة الحاسب الفائقة والبرامج الذكية على سحابة هجينة ، مما يغذي تدفقات العمل الجزئية للحوسبة إلى جهاز حاسب كمي Quantum Computer، وهو شكل من أشكال الحوسبة التي يعتقد الخبراء أن لديها القدرة على تجاوز حتى أسرع أجهزة الحاسب الفائقة.

ما تبقى أن نرى هو كيف ستغذي هذه الحقبة الجيل القادم من تجارب الميتافيرس metaverse.

المصدر :
Supercomputers, AI and the metaverse: here’s what you need to know

“This translation was not created by the World Economic Forum and should not be considered an official World Economic Forum translation. The World Economic Forum shall not be liable for any content or error in this translation.”