5 أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنكم استخدامها في الرعاية الصحية

السبت 18 جمادى الأولى 1445ھ السبت 2 ديسمبر 2023م
فيسبوك
تويتر
واتساب
تيليجرام
لينكدإن
المحتوى

لقد شكّل الذكاء الاصطناعي التوليدي اهتماماً كبيراً في العام الماضي مع انطلاق تشات جي بي تي. وبات يتحدّث الجميع عمّا يمكن للذكاء الاصطناعي، أو سيتمكن القيام به في الكثير من المجالات. وفي الجانب الصحي، بدأنا نرى هذه التقنية تطغى على الصحة الرقمية “التقليدية”. وفي هذا السياق، نجد كيف أنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ذكرت أنها تلقّت حوالي 300 طلب بدمج الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي في تطوير الأدوية بين عامي 2016 و 2022. كما كشفت الإدارة عن وجود قرابة 170 دواءً جديداً يجري العمل عليها، استُعملَت فيها إحدى أدوات الذكاء الصناعي لتسريع مرحلة من مراحل الإنتاج.

سنحاول من خلال هذه المقالة، تقديم سردٍ للطرق الحالية المطبّقة في استخدام الذكاء الاصطناعي في الجانب الصحي الشخصي. قد لا تكون مفيدة بنفس القدر لنا جميعاً، ولكنها بالتأكيد ستكون البداية!

1. السجلات الطبية الإلكترونية

تسلّط معظم التقارير الإخبارية الضوء على تكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي والسجلات الطبية الإلكترونية (EMR)، مع التركيز على الأدوات التي تساعد الطواقم الصحية: إما في جمع المعلومات، أو إنشاء السجلات الطبية. ولكن أيضاً بدأنا نرى حلولاً مفيدة بنفس القدر للمرضى. فعلى سبيل المثال يرسل برنامج “Abridge” تلقائياً ملخّصات المواعيد الطبية للمرضى، ويترجم المصطلحات الطبية إلى لغةٍ إنجليزية بسيطة. وبالمثل، تهدف حلول مثل “Virtuoso” إلى توفير نقطة اتصال واحدة مع النظام الصحي، وهذا يسمح للمستخدمين بالإطلاع على معلوماتهم الصحية، والوصول إلى مجموعة من ميزات الخدمة الذاتية: من خلال الدردشة عبر الإنترنت، والتواصل مع الطاقم التمريضي، وكذلك حجز المواعيد وغيرها من الخدمات المرتبطة بالتأمين الصحي. وبطبيعة الحال، فهذه الحلول لا تزال قليلة التداول في الوقت الراهن، لكنها ستصبح في نهاية المطاف أكثر انتشاراً.

2. تطبيقات فحص الجلد

تشكّل تطبيقات فحص الجلد، أحد الحلول الصحية الرقمية المميزة، وبالإمكان استخدامها من قبل المستخدمين العاديين. وهناك العديد من التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للتحقّق من الآفات المشبوهة، أو مجموعة واسعة من الأمراض الجلدية، مثل “SkinVision“، أو “Miiskin“، أو ” Skinive“، أو “Cube“، وغيرها.

ونظراً لأنّ سرطان الجلد يُعدّ أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في جميع أنحاء العالم، فإنّ الاكتشاف المبكر والعلاج لا يقدران بثمن، حيث يمكن علاج جميع سرطانات الجلد تقريباً، إذا تم العثور عليها وعلاجها مبكراً. لذلك ينبغي على الجميع إجراء فحوصات للجلد من وقتٍ لآخر.
إنّ استخدام هواتفنا الذكية، قد يمثّل بالفعل نقطة وصول فاعلة، لتوفير رعاية ميسورة التكلفة. وهذا هو السبب في أن هذه التطبيقات قد تشكّل أمثلة واقعية للذكاء الاصطناعي، والتي سيتم استخدامها على نطاقٍ واسعٍ من قبل المرضى.

3. تطبيقات رعاية المرضى

نشرت شركة “CommonSpirit” الصحية أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى توعية المرضى، وتنسيق الرعاية، وما إلى ذلك. وتستخدم الأداة بيانات المرضى للتنبّؤ باحتياجاتهم، وإحالتهم للخدمات داخل مسارات الرعاية، وما إلى ذلك. ولا تساعد هذه الأداة في إعلام المرضى فحسب، بل أظهرت أيضًا تحسيناتٍ كبيرة في نتائج الرعاية لكلّ من مرضى رعاية الأمومة، وجراحة العظام خلال المرحلة التجريبية من البرنامج. كما أدّى ذلك إلى انخفاض نسبة الولادات المبكرة بنسبة 37% من المستفيدين من برنامج “ميديكيد”، والذي يموّل الخدمات الطبية لذوي الدخل المنخفض في الولايات المتحدة. كما انخفض متوسط مدة الإقامة في المستشفيات من 3.5 يوم إلى 1.93 يوم.

4. استخدام تشات جي بي تي للأغراض الصحية

يمكن لنا أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما توضح تجربة الباحث المريض “ديف ديبرونكارت”، والمعروف بإسم “e-Patient Dave”: لقد استخدم تشات جي بي تي، لتلخيص سجلّاته الطبية، وتنظيمها بشكلٍ سهلٍ وسلس. ومن الجدير قراءة ما نشره، لأنه لا يشرح فقط كيف فعل ذلك، بل أيضاً المخاطر والمخاوف المحتملة. ولكن، من المهم عدم الخلط بين طبيب الأسرة الموثوق به، وبين تشات جي بي تي. حيث يمكن للأخير أن يجيب بكفاءة على أسئلة معينة ومحدّدة، لكنّه لا يمكن الحلول محلّ الأطباء من البشر.

5. روبوتات الدردشة

ربما يكون الأمر مفاجئًا بعض الشيء هذه الأيام، ولكن ليست كل روبوتات الدردشة الصحية تأتي من عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، فهناك أدوات مصممة بشكلٍ مختلفٍ لتعالج مشاكل محددة. فمثلاً أطلقت مؤسسة “نورثويل هيلث” الصحية روبوت للمساعدة في تبديد مخاوف المرضى، وتقليل “عدم الحضور” لعمليات إجراء تنظير القولون، وهو إجراءٌ أساسي في تشخيص سرطان القولون.

وفي بعض الحالات، تكون روبوتات الدردشة الصحية قادرة أيضًا على ربط المرضى بالأطباء من أجل التشخيص أو العلاج، ولكن قد تكون خطوة لم تتبلور بعد كما ينبغي. ولكن الفكرة العامة هي أنه في المستقبل، قد تصبح الخوارزميات الذكية، تشكّل الخطوة الأولى للرعاية الأولية، حيث لن يتواصل المرضى مع الأطباء بشأن استفساراتهم الطبية، بل سيتجهون إلى روبوتات الدردشة. وإذا لم يستطع الأخير الاستجابة بشكلٍ كافي، فسوف تُحال الحالة إلى الطبيب.
يمكن لهذه الأدوات التي ذكرناها، أن تساعد المرضى ولكن لن تشمل الجميع. وسنرى فجوات اجتماعية وجغرافية كبيرة بين الدول، في مدى سرعة وصول الرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لا سيما في الدول العربية. ذلك أنّ المسألة ليست مجرد تقنية. ومع ذلك، فإننا نشهد تغييراتٍ مهمة على مستوى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجانب الصحي. وهذا يتطلّب تغييراً في النظرة والذهنية حيال مثل هذه الأدوات، ونحتاج إلى وقتٍ للتكيف مع هذا الواقع الجديد.
نشرة فهم البريدية
لتبقى على اطلاع دائم على كل ما هو جديد مما تقدمه منصة فهم، انضم لنشرتنا البريدية.
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي. كاتب تقني. يرتكز عمله المهني على توفير المهارات الإستراتيجية لدعم وفهم تقنية الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية. أنجز العديد من الدراسات والمقالات العلمية في الذكاء الاصطناعي، وتركّز أبحاثه على التأثير الحقيقي لهذه التقنية في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *