لقد شكّل الذكاء الاصطناعي التوليدي اهتماماً كبيراً في العام الماضي مع انطلاق تشات جي بي تي. وبات يتحدّث الجميع عمّا يمكن للذكاء الاصطناعي، أو سيتمكن القيام به في الكثير من المجالات. وفي الجانب الصحي، بدأنا نرى هذه التقنية تطغى على الصحة الرقمية “التقليدية”. وفي هذا السياق، نجد كيف أنّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ذكرت أنها تلقّت حوالي 300 طلب بدمج الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي في تطوير الأدوية بين عامي 2016 و 2022. كما كشفت الإدارة عن وجود قرابة 170 دواءً جديداً يجري العمل عليها، استُعملَت فيها إحدى أدوات الذكاء الصناعي لتسريع مرحلة من مراحل الإنتاج.
1. السجلات الطبية الإلكترونية
تسلّط معظم التقارير الإخبارية الضوء على تكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي والسجلات الطبية الإلكترونية (EMR)، مع التركيز على الأدوات التي تساعد الطواقم الصحية: إما في جمع المعلومات، أو إنشاء السجلات الطبية. ولكن أيضاً بدأنا نرى حلولاً مفيدة بنفس القدر للمرضى. فعلى سبيل المثال يرسل برنامج “Abridge” تلقائياً ملخّصات المواعيد الطبية للمرضى، ويترجم المصطلحات الطبية إلى لغةٍ إنجليزية بسيطة. وبالمثل، تهدف حلول مثل “Virtuoso” إلى توفير نقطة اتصال واحدة مع النظام الصحي، وهذا يسمح للمستخدمين بالإطلاع على معلوماتهم الصحية، والوصول إلى مجموعة من ميزات الخدمة الذاتية: من خلال الدردشة عبر الإنترنت، والتواصل مع الطاقم التمريضي، وكذلك حجز المواعيد وغيرها من الخدمات المرتبطة بالتأمين الصحي. وبطبيعة الحال، فهذه الحلول لا تزال قليلة التداول في الوقت الراهن، لكنها ستصبح في نهاية المطاف أكثر انتشاراً.
2. تطبيقات فحص الجلد
تشكّل تطبيقات فحص الجلد، أحد الحلول الصحية الرقمية المميزة، وبالإمكان استخدامها من قبل المستخدمين العاديين. وهناك العديد من التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للتحقّق من الآفات المشبوهة، أو مجموعة واسعة من الأمراض الجلدية، مثل “SkinVision“، أو “Miiskin“، أو ” Skinive“، أو “Cube“، وغيرها.
3. تطبيقات رعاية المرضى
نشرت شركة “CommonSpirit” الصحية أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى توعية المرضى، وتنسيق الرعاية، وما إلى ذلك. وتستخدم الأداة بيانات المرضى للتنبّؤ باحتياجاتهم، وإحالتهم للخدمات داخل مسارات الرعاية، وما إلى ذلك. ولا تساعد هذه الأداة في إعلام المرضى فحسب، بل أظهرت أيضًا تحسيناتٍ كبيرة في نتائج الرعاية لكلّ من مرضى رعاية الأمومة، وجراحة العظام خلال المرحلة التجريبية من البرنامج. كما أدّى ذلك إلى انخفاض نسبة الولادات المبكرة بنسبة 37% من المستفيدين من برنامج “ميديكيد”، والذي يموّل الخدمات الطبية لذوي الدخل المنخفض في الولايات المتحدة. كما انخفض متوسط مدة الإقامة في المستشفيات من 3.5 يوم إلى 1.93 يوم.
4. استخدام تشات جي بي تي للأغراض الصحية
يمكن لنا أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما توضح تجربة الباحث المريض “ديف ديبرونكارت”، والمعروف بإسم “e-Patient Dave”: لقد استخدم تشات جي بي تي، لتلخيص سجلّاته الطبية، وتنظيمها بشكلٍ سهلٍ وسلس. ومن الجدير قراءة ما نشره، لأنه لا يشرح فقط كيف فعل ذلك، بل أيضاً المخاطر والمخاوف المحتملة. ولكن، من المهم عدم الخلط بين طبيب الأسرة الموثوق به، وبين تشات جي بي تي. حيث يمكن للأخير أن يجيب بكفاءة على أسئلة معينة ومحدّدة، لكنّه لا يمكن الحلول محلّ الأطباء من البشر.
5. روبوتات الدردشة
ربما يكون الأمر مفاجئًا بعض الشيء هذه الأيام، ولكن ليست كل روبوتات الدردشة الصحية تأتي من عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، فهناك أدوات مصممة بشكلٍ مختلفٍ لتعالج مشاكل محددة. فمثلاً أطلقت مؤسسة “نورثويل هيلث” الصحية روبوت للمساعدة في تبديد مخاوف المرضى، وتقليل “عدم الحضور” لعمليات إجراء تنظير القولون، وهو إجراءٌ أساسي في تشخيص سرطان القولون.