الذكاء الإصطناعي ونفط المستقبل

الأثنين 25 جمادى الأولى 1441ھ الأثنين 20 يناير 2020م
فيسبوك
تويتر
واتساب
تيليجرام
لينكدإن
المحتوى

  النفط كان نقطة الإنطلاق لكثير من الدول نحو التحضر والتقدم والإزدهار في القرن العشرين. ومع دخولنا في العقد الثالث من القرن الواحد و العشرين , بدأت تضح معالم “النفط الجديد” المتمثل في البيانات والذكاء الإصطناعي والذي سيخلق فرصا جديدة للنمو والإزدهار توازي ( أو تتعدى) ما فعله النفط في القرن الماضي. للإستفادة من “النفط الجديد”, هناك عدة استراتيجيات تتبعها الدول والمؤسسات ومنها

 

1- الاستثمار في العلم والتعليم 

حيث انه ما زال المجال في بداياته وفي حال التركيز على تعليم اجيال قادمة على علوم الذكاء الاصطناعي العلمية والعملية يمكن جعلها صناعة محلية . حيث أن اكبر مورد لأي بلد هو عقول أبناءه وبناته ، اذا تم استثمارها الاستثمار الأمثل . في حال تم تأهيل المواطنين والمقيمين بتقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون من الجذاب للشركات الخارجية فتح سوق لها وفروع لها في المنطقة حيث ستجد اليد المؤهلة والمتعلمة وبالتالي يزيد الاستثمار الجريء في البلد ويزداد دخلها. أحد بوادر تبني هذا الفكر هو أعلان إنشاء كلية الأمير محمد بن سلمان للأمن السبراني والذكاء الإصطناعي في السعودية و جامعة الشيخ محمد بن زايد للذكاء الإصطناعي في أبوظبي مؤخرا.

Image result for mbz AI college

قامت الإمارات مؤخرا بالإعلان عن جامعة محمد بن زايد للذكاء الإصطناعي لمواكبة التقدم المتسارع في المجال وتنمية عقول مؤهلة محلية.   

2- الاستثمار في الحاسبات عالية الأداء

الحاسبات عالية الأداء التي تيستخدمها تقنيات الذكاء الإصطناعي هي GPU Clusters. معظم التقنيات الجديدة العالمية تعتمد على هذا النوع من الحاسبات مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعي ، البرمجيات ،البتكوين, ومستقبلا الألعاب السحابية (Cloud gaming). هذه الحاسبات تحتاج فقط لكهرباء ( عبر الطاقة الشمسية مثلا) وصيانة دورية وبعض الإدارة . لكنها تشكل مصدر دخل قومي. حيث يتم تأجيرها في سوق الإنترنت للخدمات السحابية (مثل AWS , GCLOUD ). يمكن بناء الآلاف من هذه الوحدات والحرص على صيانتها و تطويرها لتكون منافسة بالسعر عالميا . لمذا هنا ؟ تكلفة الطاقة قليلة جدا ( سواء البترول او الطاقة الشمسية او طاقة الرياح ) وهي تعد من الأقل في العالم .. مما يشكل عامل جذب لشركات الخدمات السحابية لبناء هذه الوحدات والاستثمار فيها في المنطقة .

Image result for nvidia dgx 2

حاسبات عالية الأداء GPU clusters من شركة Nvidia يتم تأجيرها بالساعة عبر منصات مثل AWS لعدة أغراض منها تطيقات الذكاء الإصطناعي.

3- خدمات البيانات 

تقنيات الذكاء الإصطناعي الحديثة تحتاج للكثير من اليانات. هذه البيانات يمكن تجميعها عبر تخصيص شركات (data labeling center) لبيع البيانات . بهذه الشركات يعمل موظفين يقومون بجمع بيانات (labeling) لتدريب تقنيات الذكاء الاصطناعي من عمليات بسيطة مثل التعرف على الصور إلى العمليات المتقدمة من سيارات وطائرات ذاتية القيادة وغيرها. ميزة هذه الوظائف أنها منخفضة الأجور ولا تحتاج مؤهلات فيمكن توظيف مئات الآلاف (مثل ماحدث مع أوبر وكريم) . هذه البيانات المجمعة يمكن أن تخدم الشركات المحلية و الإقليمية لتكون منافسة (data competitive ) للشركات العالمية ذات البيانات الضخمة مثل جوجل والشركات الصينية. لأن مستقبل مثل هذه الوظائف في تجميع البيانات غير مشرق ولا يوجد سلم تدرجي واضح (مع إمكانية أتمتتها مستقبلا) يفضّل أن يقوم بها كبار السن وليس الشباب. العمل الأمثل للشباب يكمن في تدريبهم وتأهيلهم على تطوير التقنيات وليس تجميع البيانات.  

طهرت في الآونة الأخيرة شركات تقوم ببيع البيانات المهمة لتقنيات الذكاء الإصطناعي وذلك عبر توظيف الكثير بأجور منخفضة لعملية labeling وهي إضافة المعلومة لبيانات مجمعة كالصور.

4- المشافي الذكية 

حجم القطاع الصحي ٨ ترليون دولار على مستوى العالم. تعد السياحة الصحية من أحد أهم روافد دخل الدول في حال توفر قطاع صحي قوي يجذب السياح من الخارج للعلاج محليا. تقنيات الذكاء الإصطناعي في القطاع الصحي في مرحلة التطوير و يمكن تخفيف قيود التصاريح الصحية على بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي لتبنيها اسرع محليا. ذلك يجعل الشركات العالمية تحاول تسريع تطوير منتجاتها الحديثة في المنطقة بدل انتكون في بلدانهم التي تفرض قيود على التقنيات الصحية الجديدة. ذلك يخفض التكلفة ويرفع الجودة بشكل جذري لدينا في هذه المشافي الذكية التي تتبنى التقنيات الحديثة. النتيجة تكمن في اتجاه المؤسسات والأفراد للعلاج فيها بدل العلاج في أي مكان آخر, وخاصة ان تلك الدول المتقدمة الغنية لديها الكثير من كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية كثيرة ومكلفة ويحتاجو لرعاية صحية مستمرة.

نشرة فهم البريدية
لتبقى على اطلاع دائم على كل ما هو جديد مما تقدمه منصة فهم، انضم لنشرتنا البريدية.
طالب دكتوراة في الذكاء الإصطناعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ماجستير في الهندسة الكهربائية – تخصص الذكاء الإصطناعي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أحب الابتكار والتقنية وريادة الأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *