كيف يتم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في مجال طب الأسنان؟

الأربعاء 21 ربيع الأول 1443ھ الأربعاء 27 أكتوبر 2021م
فيسبوك
إكس
واتساب
تيليجرام
لينكدإن
المصدر: Denti AI

692 كلمة

7 دقائق

المحتوى

مع التقدّم الذي نشهده في علم البيانات، تتوسّع تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشمل مجالات كان يُعتقد سابقًا أنها مخصّصة فقط للبشر. وطب الأسنان ليس استثناءً، حيث يتمّ تطبيق هذه التقنية لأغراضٍ متنوعة في هذا المجال. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق خدمات طب الأسنان العالمي إلى 554.5 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي يبلغ 6.4% من عام 2021 إلى 2028، كما ذكرت منصة “سيزيون” في تقريرٍ لها. وبالتأكيد سيكون للذكاء الاصطناعي حصة لا يستهان بها من هذا النمو. في هذه المقالة سنقوم باستعراض بعض مساهمات هذه التقنية في طب الأسنان:

1- التشخيص

يجري استخدام التصوير الشعاعي في معظم ممارسات طب الأسنان. وقد باتت البرمجيات والنظم القائمة على الذكاء الاصطناعي توفّر القدرة على التشخيص عبر تحليل الصور في وقت قصيرٍ جدًا، وذلك من خلال مجموعةٍ كاملة من الخوارزميات التي تدعم الرؤية الحاسوبية. ويحدّد أطباء الأسنان وأخصائيو الأشعة حول العالم عشرات الآلاف من التغيّرات المرضية، وآثار علاجات الأسنان السابقة من خلال الصور الشعاعية، ليتمّ بعد ذلك تغذية البيانات بأكملها في الشبكات العصبونية الاصطناعية التي تعتمد من حيث المبدأ على محاكاة عمل عصبونات الدماغ من أجل معالجة هذه البيانات، مما يتيح عملية التشخيص أو التمييز بين النتائج المختلفة مثل تسوّس الأسنان، والالتهابات، وحشوات قناة الجذر وغيرها. ومن الأمثلة العملية نذكر أداة “Denti.AI” التي استطاعت اكتشاف أمراضٍ محتملةٍ أكثر بنسبة 30% من الملاحظة العادية البشرية.

2- تقويم الأسنان

Picture2 1
المصدر: DIBS AI

كانت المحاولات المبكرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تقويم الأسنان على شكل أنظمةٍ خبيرة وهي برامج حاسوبية ذكية لحلّ المشكلات والإجابة عن الأسئلة ضمن مجالٍ معين، وعادةً ما تتطلّب خبرات بشرية. وكانت هذه الأنظمة تهدف إلى مساعدة أطباء الأسنان غير المتخصصين في تطوير خطط العلاج. وفي الوقت الحاضر، يتوفّر لدى أطباء الأسنان أنظمة تعلّم آلي، يمكنها اقتراح وتحديد احتياجات العلاج لتقويم الأسنان، بل وصل الأمر إلى تقييم النتائج العلاجية وتحديد مدى الفعالية كما الحال مع برنامج DIBS AI الذي يستخدم النماذج التنبؤية والطباعة ثلاثية الأبعاد لإعطاء كيف ستكون عليه مشابك التقويم بالنسبة للمريض.

3- زراعة الأسنان

Picture3
المصدر: Tectales

زراعة الأسنان هي عبارة عن تقنيةٍ جراحيةٍ سنية تعمل على تعويض المفقود من الأسنان. وعادةً، يحدد أطباء الأسنان موقع القنوات السفلية للفكّ يدويًا من خلال دراسة صور الأشعة السينية، ما يجعل المهمة دقيقة وشاقةً وتحمل معها الكثير من حالات الخطأ البشري. ولإيجاد حلٍ لهذه المشكلة يجري الاستعانة بالذكاء الاصطناعي بغية تحديد قنوات الفكّ بدقة، وذلك من خلال الشبكات العصبونية الالتفافية وهي نوع من أنواع الشبكات العصبونية الاصطناعية المُصمّمة لتعمل بطريقة تحاكي النظام البصري لدى الإنسان. ويمكن لهذا النوع من نموذج التعلم العميق، أن يتفوّق على دقة العنصر البشري، فضلًا عن توفير الوقت والجهد. كما قامت العديد من الشركات بينها “Startup Neocis” بتطوير روبوت للمساعدة في جراحات زراعة الأسنان، ومساعدة الأطباء على أن يكونوا أكثر دقة عند علاج الغرسات.

4- التواصل التفاعلي مع المرضى

في حين أنّ طبيب الأسنان قد لا يجد الوقت الكافي لمتابعة كلّ مريضٍ على مدار الساعة، يمكن لروبوتات الدردشة القيام بهذه المهمة، ومساعدة الطرفين. وتلعب هذه الروبوتات القائمة على البرمجة اللغوية العصبية (NLP) دور موظّف استقبال بدوامٍ كامل وعلى مدار الساعة، وتساعد على فهم احتياجات المرضى، والاستجابة لهم حول علاجات الأسنان، والعناية بها وغيرها من الاستفسارات. ومن بين روبوتات الدردشة التي تقوم بهذه المهام “Smart Bot 360” وهناك “Dental Attendant” الذي يصدر تقارير مواطن القوة والضعف في العمل، عبر تقارير تصدر بشكلٍ شهري حول المرضى وطبيعة المعلومات التي طلبوها.

5- جدولة المواعيد

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مساعدة أطباء الأسنان على جدولة مواعيد المرضى، وتحسين توزيع أوقاتهم وذلك من خلال الاعتماد على البيانات المتعلقة بعدد ونوع المواعيد الطبية. وكلما زادت كمية البيانات التي يجمعها النظام، زادت إمكانية تكييف الجداول المقترحة من قبل الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال لتلبية احتياجات المرضى. وهذا ما يساعد في زيادة الإنتاجية وتقليل الأعباء. وعلى سبيل المثال، تطبيق “iSmartOffice” من DigiBrain4 الذي يعمل على تحسين جدولة المرضى، وتنسيق توافر الموظفين والأطباء، فضلًا عن تحسين ساعات العمل في غير أوقات الذروة وما إلى ذلك.

ولعلّ ما ذكرناه أعلاه، هو بعض المجالات التي تظهر اندماج الذكاء الاصطناعي مع عالم طب الأسنان. وستحقق هذه التقنية المزيد من الاختراقات في هذا الحقل الطبي، وهذا قد يفتح فرصًا جديدة لتحسين الرعاية الطبية للمرضى بناءً على احتياجاتهم. ولا بدّ لطبيب الأسنان مواكبة هذه المتغيرات التي يمكن أن يحدثها الذكاء الاصطناعي على مستوى المهنة. إلّا اننا نفترض أنه لن يحلّ مكان أطباء الأسنان بشكلٍ كامل، ولكنه سيلعب دورًا حيويًا في المعالجة الطبية مع ضمان الدقة.

نشرة فهم البريدية
لتبقى على اطلاع دائم على كل ما هو جديد مما تقدمه منصة فهم، انضم لنشرتنا البريدية.
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي. كاتب تقني. يرتكز عمله المهني على توفير المهارات الإستراتيجية لدعم وفهم تقنية الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية. أنجز العديد من الدراسات والمقالات العلمية في الذكاء الاصطناعي، وتركّز أبحاثه على التأثير الحقيقي لهذه التقنية في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *