۱. مراقبة تحركات أفواج الحجاج
حركة الملايين من الحجاج والتكدس الكبير في في المشاعر المقدسة يعد من أكثر الأمور اللوجستية الصعبة في موسم الحج. حيث ينبغي مراقبة هذه الأفواج لأسباب أمنية ولأسباب السلامة لمنع حدوث تدافعات مهلكة وللاستجابة السريعة للحوادث. لذلك تم وضع آلاف الكاميرات لمراقبة هذه المواقع الحساسة ويقوم بمتابعة ذلك البث الحي أفراد مؤهلون من مختلف القطاعات المسؤولة. تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة باستخدام التعلم العميق والرؤية الحوسبية مشاهدة آلاف الصور الحية وإعطاء إحصاءات حية عن حجم الحشود وتحركاتهم. شركات سعودية مثل شركة “حاشد” تهدف لاستخدام هذه التقنيات لمراقبة الحشود في المشاعر المقدسة.
٢. باصات ذاتية القيادة
من أكثر الأمور التي يلاحظها سكان ومرتادي مكة المكرمة في موسم الحج كثرة الباصات التي تقل الحجاج في شوارع مكة وتنوع أسلوب القيادة لسائقي الباصات. كل ذلك يجعل من تجربة قيادة المركبات في الحج تجربة مختلفة. بينما يجتاح العالم في هذه الأيام هوس المركبات ذاتية القيادة وتتسابق الشركات العالمية مثل تسلا وأوبر وقوقل على تدريب برمجيات قيادة المركبات (كالسيارات والشاحنات) في بيئات مغلقة أو على طرق سريعة، تمثل تجربة الحج فرصة فريدة لتدريب التقنيات الحديثة على بيئة صعبة وخصوصا للباصات. ذلك قد يشكل حجر الأساس لمشروع الباصات ذاتية القيادة ليشكل نقطة تغير محورية في زيادة سلامة الحجاج في الحج باستخدام الباصات ذاتية القيادة. في حال نجاح هذه التجربة في مكة، سيسهل تطبيقها في بقية المدن العالمية المختلفة.
٣. تحديد الهوية بصورة الوجه
من أكثر تقنيات الذكاء الإصطناعي تقدما هي تقنية التعرف على الوجه (Face Recognition) حيث يمكن التعرف على هوية شخص المجهول من صورة وجهه بناء على قاعدة بيانات مسبقة تحوي صورة الجواز مثلا. يمكن استخدام هذه التقنيات لأغراض أمنية في الحج في المشاعر المقدسة لتحديد هوية مطلوب من وسط الحشود مثل ما تقوم به الحكومة الصينية حاليا على سبيل المثال في القبض على المطلوبين. استخدام آخر ومباشر هو التعرف على وجع المرضى والمصابين في المستشفيات لأغراض صحية مثل الحصول على التاريخ الطبي (Medical History) مسجل عن الحاج دون الحاجة لسؤال الحاج عن الهوية وعن أمراضه المزمنة مثلا، فيما يكون صعب على المريض التواصل مع الطبيب لحاجز اللغة او المرض. تم تقديم الفكرة من فريق “لبيب” من هاكاثون الحج المقام في جدة عام ٢٠١٨.
٤. الترجمة الآلية للغات
في عام ٢٠١٨ قدمت شركة قوقل نموذج حي لترجمة مباشرة لشخصين أحدهما يتكلم اللغة الصينية والآخر الإنجليزية وتقوم سماعة قوقل الذكية بالترجمة اللحظية للصوت بين اللغتين فيستطيع الشخصان التكلم بلغتهما المختلفة في نفس الوقت ويفهمان بعضهما كأنهما يتكلمان نفس اللغة. توفر تطبيق خاص بالحجاج لمثل هذه الترجمة سيسهل الكثير من المعاناة في التواصل بين الحجاج وبين كافة سكان مكة ومنظمي الحركة في المشاعر. قد تكمن هناك صعوبة في تطوير مثل ذلك التطبيق لتنوع لغات الحجاج، لكن الحاجة الماسّة تبرر الجهد المبذول لتطوير مثل هذا التطبيق.