المحتوى
حظي بوت الدردشة “تشات جي بي تي” (ChatGPT) الذي أطلقه مختبر الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي (OpenAI) نهاية شهر نوفمبر الماضي بالاهتمام، وذلك لإجاباته المثيرة للإعجاب، حيث استطاع كتابة أكوادٍ برمجية، وصياغة البيانات الصحفية وكتابة المقالات الأكاديمية، والشعر والنصوص الأدبية وما إلى ذلك. وعلى الرغم من كلّ تلك الضجة التي أثارها هذا البرنامج حول النتائج التي قدمّها في مختلف المجالات، طفت بعض الإشكالات التي ينبغي الإشارة إليها. فمن السهل معرفة كيفية استخدام “تشات جي بي تي”، ولكن الأمر الأكثر صعوبة يتمثّل في معرفة المشكلات حياله. وفي هذه المقالة سنتطرق إلى بعضٍ منها:
1. إجاباته ليست دومًا صحيحة
2. التحيّز على أساس الجنس والعرق
لقد جرى تدريب تشات جي بي تي على الكتابة الجماعية للبشر في جميع أنحاء العالم، ولكن يمكن القول إلى إنه لا يوجد إجابة وافية حول كيفية تدريبه. ومع أنّ “أوبن إيه آيه” ذكرت أنّ ذلك تمّ استنادًا إلى صفحات الويب المؤرشفة، ومحتوى ويكيبيديا. وهذا يعني أن نفس التحيزات الموجودة في البيانات يمكن أن تظهر أيضًا في النموذج. وقد أظهر مستخدمون كيف يمكن لـ “تشات جي بي تي” تقديم بعض الإجابات التي تحمل التمييز ضد المرأة، أو تمييزًا على أساس لون البشرة. وهذا ما بيّنه أستاذ من جامعة كاليفورنيا الأميركية حينما طلب منه كتابة برمجة بلغة بايثون، لتبيان ما إذا كان شخص ما عالمًا جيدًا بناءً على العرق والجنس. فردّ “تشات جي بي تي” أنّ أغلب العلماء الجيدين سيكونون من ذوي البشرة البيضاء الذكور.
وفي هذا السياق، الإشكال لا يكمن في البيانات فقط، وذلك لأنّ الباحثين والمطورين في “أوبن إيه آي” هم أيضًا من يختارون البيانات المستخدمة لتدريب “تشات جي بي تي”. وهنا، تطلب الشركة من المستخدمين تقديم ملاحظاتهم حول المخرجات السيئة للمساعدة في ما تسميه “السلوك المتحيّز”. وفي ظلّ احتمالية إلحاق الضرر، نفترض أنه لا ينبغي إطلاق “تشات جي بي تي” للجمهور قبل دراسة هذه المشكلات وحلّها.
3. التسبّب بأضرارٍ حقيقية
وقد أدّت الإجابات غير الصحيحة التي تنتج عن “تشات جي بي تي” في حدوث مشكلات بالفعل لموقع “Stack Exchange” وهي منصة إلكترونية شبيهة لـ “كورا” (Quora) يمكن للمستخدمين من خلالها نشر الأسئلة والحصول على إجابات. وبعد فترةٍ وجيزة من إطلاقه، تمّ حظر “تشات جي بي تي” من الموقع بسبب الأخطاء الناتجة عنه. وعليه، بدون وجود عدد كافٍ من المتطوعين البشر لفرز الأعمال المتراكمة، سيكون من المستحيل الحفاظ على مستوى عالٍ من الدقة في الإجابات، مما سيتسبب في أضرار للموقع الإلكتروني.
ولا يمكن أيضًا تجاهل التهديدات السيبرانية، حيث يمكن استخدام “تشات جي بي تي” في كتابة نصوصٍ قد يصعب على البشر تمييزها، وهذا ما قد يتيح لقراصنة الإنترنت إمكانية توفّر أساليب جديدة لشن الهجمات الإلكترونية مثل صياغة رسائل بريد إلكتروني احتيالية أكثر إقناعًا.