هل أستطيع ترك بصمة في أبحاث مهمة في الذكاء الاصطناعي بدون مؤهلات كبيرة؟

في القريب الماضي، كان البحث في تعلم الآلة محصور لدى جامعات و شركات محددة في دول تعد بالأيدي، ولكن مع توفر البيانات، أصبح لدى أي شخص القدرة على البحث في هذا المجال. في نفس الوقت مع زيادة المنافسة في المجال البحثي ، اصبح من الصعب قبول أي شخص في جامعات أو شركات عريقة بدون بحوث في مؤتمرات مهمة في هذا المجال. بالإضافة إلى عدم توفر أجهزة عالية الكفاءة للمعالجة الرسومية GPUs للقيام بتجارب تحتاج إلى الكثير من الوقت. في هذا المقال سأطرح بعض الحلول للتغلب على هذه العوائق، خصوصاً إذا كان لديك رغبة لترك بصمة في هذا المجال شديد التنافسية.

فكرة البحث المفتوح تعتبر جديدة نوعاً ما، خصوص في مجال المنافسة فيه عالية جداً، حيث أن الأوراق البحثية تنشر في بشكل كثيف جداً. في الماضي، كان الباحثين يعتمدون على جعل أفكارهم الغير منشورة مخفية وغامضة حتى لا يتم سرقتها ونشرها، ولكن مع انتشار البحث العلمي وكفاءة التحكيم في المجلات المنشورة عالمياً بالإضافة إلى حرص الباحثين على اتباع البحث الأخلاقي الخالي من سرقة الأفكار، أصبحت فكرة البحث المغلق جزء من الماضي. حالياً جميع الباحثون الرائدون في المجال يعتمدون على مناقشة أفكارهم -حتى التي لم تنشر بعد- مع أقرانهم حتى أن لم يكونوا جزءاً من البحث، كي يستفيدوا من فكرة النقد البناء. وكانت فكرة مناقشة البحث هذه خصوصاً مع باحثون مهمون في المجال ، طريقة لفتح آفاق التعاون مع جامعات كبرى وعريقة حول العالم.

ولكن، أنا كشخص ليس لدي أية أبحاث في المجال أو مؤهلات علمية كبيرة، هل أستطيع المشاركة في أبحاث مهمة في المجال؟ الإجابة هي نعم، ولكن بقليلٍ من الجهد الإضافي. خلال السنوات الماضية استعطت نشر أبحاث في مؤتمرات عالمية مهمة مثل ICLR ،LREC ،ACL، بالرغم أن خبرتي البحثية ليست بالكبيرة. تم ذلك عن طريق المشاركة في بحوث “مفتوحة” أي أن أي شخص يمكنه المشاركة في البحث من خلال مجتمع مفتوح. الفكرة هي أن يتم إنشاء مجموعة معينة تحت مظلة مثل BigScience ،ElutherAI ،ML Collecitve ،Cohere For AI أو Masakhane على تطبيق معين مثل Discord أو Slack حيث ينضم إليها باحثون رائدون في المجال ويقومون بطرح أفكار معينة مهمة، ولمن لديه الوقت يستطيع المساهمة في هكذا أفكار من خلال اجتماعات تتم بشكل دوري أسبوعي أو شهري. هذه الاجتماعات الدورية مهمة جداً للتفاعل مع أشخاص قد تكون سمعت عنهم فقط عن طريق أوراقهم البحثية، ومن ثم تستطيع أن تكوّن شبكة علاقات وربما تستمر معهم في مشاريع إضافية في المستقبل. كذلك هذا يرفع رصيدك العملي في المجال البحثي خصوصاً إذا ذكرت في سيرتك الذاتية تعاون ناجح كهذا.

في النهاية، مع تقدم البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل عام، أصبحت مشاركة البحوث والتعاون مع باحثين حول العالم أسهل كثيراً. هذا ينطبق كذلك إذا كانت لديك فكرة جذابة في المجال، فبإمكانك التواصل معهم عن طريق البريد، ومحاولة إقناعهم على المشاركة معك، إذا كانت فكرة البحث المفتوح لا تستهويك.