هل يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي جعل البشر أكثر إنتاجية؟

الجمعة 16 ذو القعدة 1445ھ الجمعة 24 مايو 2024م
فيسبوك
إكس
واتساب
تيليجرام
لينكدإن
المصدر: Shutterstock

820 كلمة

7 دقائق

المحتوى

تشير التقديرات إلى أنّ أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتواجدة حالياً، يمكنها أتمتة بين 60% إلى 70% من مهام العمل، مما يجعل البشر أكثر إنتاجية في إتمام مهامهم بسرعةٍ وكفاءة. ومن المتوقع أن يساهم الاستعانة بهذه الأدوات في تحقيق معدلات نمو تتراوح بين 0.1% إلى 0.6% سنويًا حتى عام 2040. لذلك، ينبغي على الشركات أن توفّر لعامليها فرصاً للتدريب، وتنمية المهارات المتعلقة بهذه التقنيات. وفي بعض الحالات، قد يحتاج الموظفون إلى تغيير مهنتهم تماماً. وهو التكيّف الذي قد يكون مخيفاً، ولكن يمكن تسهيله بنجاح في حال توفّرت الظروف المناسبة. وقد أظهرت دراسة أن المحترفين الذين استخدموا تشات جي بي تي كمساعدٍ في العمل ضمن حدود قدراتهم، كان أداؤهم أفضل بنسبة 40% من أولئك الذين لم يستخدموه. ومع ذلك، عندما استعمل الأشخاص أداة الذكاء الاصطناعي لمهام خارج نطاق خبرتهم، كان أداؤهم أسوأ بنسبة 13%، مما يعني أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلّب وجود المعرفة ذات الصلة ليكون مثمراً.

۱. طرق لمساعدة الموظفين في التغلّب على مخاوف الذكاء الاصطناعي

التدريب والتطوير


وجدت دراسة استقصائية أنّ 38% من المهنيين يخشون أن يحلّ الذكاء الاصطناعي مكانهم، وأنه سيتعين عليهم في النهاية البحث عن وظيفةٍ مختلفة. لذلك، ينبغي على أرباب العمل تقديم تدريبٍ مكثّف، وطمأنة العاملين بأنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يجعل البشر أكثر إنتاجية، بدلاً من حرمانهم من وظائفهم. فعلى سبيل المثال، يمكن للمتخصصين في المجال الطبي استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأشعة السينية، وتقديم المشورة بشأن التشخيص، فيما سيقوم الأطباء بالاستعانة بالخوارزميات بغية التحقق من النتائج لضمان الدقة. لكن ذلك سيحتاج إلى التدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءةٍ وفاعلية.

التواصل


في الوقت الراهن، يشعر العديد من المهنيين بالتهديد من قبل الذكاء الاصطناعي التوليدي، معتقدين أنّ أرباب العمل سيستبدلونهم ببرمجيات دردشة أو غيرها من الأدوات. إنّ الحفاظ على التواصل المفتوح والشفاف مع الموظفين يحررهم من أي مفاهيم خاطئة ويجعلهم يشعرون بالأمان. لذلك على المدراء إعلام العاملين بالتغييرات التي تخطط الإدارة لتنفيذها وكيف ستؤثر على وظائفهم، إلى جانب تقديم التدريب المناسب لهم حتى يتمكنوا من رؤية مدى أهمية مساهماتهم.

وضع السياسات في مكانها


بعد التواصل مع العاملين، يحتاج رب العمل لوضع بعض السياسات المعمول بها. بمعنى آخر، ما هي الأدوات التي يمكن للموظفين الاستعانة بها، وكيف ينبغي عليهم استخدامها؟ مثلاً، قد لا يكون هناك رغبة في استخدام تشات جي بي تي بسبب مخاوف تتعلّق بالملكية الفكرية، وأمن البيانات، وغيرها. لذلك لا بد من وضع خارطة طريقٍ حول ماهية الأدوات التي يمكن استخدامها، ووفق أيّ إطار. وطالما أنّ كل موظف لديه فهم واضح للجوانب القانونية والأخلاقية، فيمكنه أن يدرك كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يجعل البشر أكثر إنتاجية أثناء أتمتة المهام العادية التي قد تستغرق وقتاً طويلاً.

الإضاءة على الفوائد


يشعر العديد من الموظفين بالقلق لأنهم يعتقدون أنه قد يتم استبدالهم بالتكنولوجيا، ولكن هذا ليس هو واقع الحال. لذلك لا بد من الشرح لهم كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على وظائفهم، وما هي المكتسبات التي يمكن تحقيقها سواء على المستوى الشخصي أو على الشركات نفسها. ومن الجدير بالذكر أنه على أرباب العمل إبراز فكرة أن هذه التقنيات ستجعل العمل أسهل على الموظفين بدلاً من فكرة الحلول بديلاً عنهم.

۲. مِن القطاعات التي سيجعل فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي البشر أكثر إنتاجية

الطاقة البديلة


إنّ الاستدامة هي الهدف النهائي للعديد من الشركات، والذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على تغيير قواعد اللعبة عبر إنشاء منتجاتٍ جديدة، وتلبية المعايير اللازمة. ومن خلال التعلّم الآلي والشبكات العصبونية، يمكن للخوارزمية التنبؤ باستهلاك الطاقة ومتطلّباتها، وما إلى ذلك. ومع انتقال الشركات إلى خيارات الطاقة البديلة، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل التكاليف مع تحسين الكفاءة. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد البيانات التي توفرها هذه التقنية الشركات في التنبؤ بكمية الطاقة المتجددة التي ستولّدها فيما يتعلّق بسرعة الرياح والإشعاع الشمسي، وما إلى ذلك.

الزراعة


هنا يأتي دور إنترنت الأشياء (IoT). ويمكن للأدوات التي تدعم الذكاء الاصطناعي مثل أجهزة قياس درجة حرارة التربة ونسبة الرطوبة، والطائرات بدون طيار التي تراقب المحاصيل أن تحسّن العمليات الزراعية. وتسمح هذه التطورات التكنولوجية للمزارعين بتحسين أوقات الزراعة، وإدارة التربة، وممارسات مكافحة الآفات، وهذا ينعكس إيجاباً على إنتاجية المحاصيل. وقد تكون مثل هذه التحسينات منِقذة للحياة في المناطق التي تشكّل فيها الزراعة المحرك الاقتصادي الرئيسي. كما يمكن أن تخلق أدواراً وظيفية جديدة، مثل محللي البيانات، ومشغلي الطائرات بدون طيار.

الرعاية الصحية


لقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) بالفعل على أكثر من 170 جهازًا طبيًا يستخدم وظائف الذكاء الاصطناعي التقليدية العام الماضي. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تحسين القطاع بأكمله؟ حسنًا، قد يؤدي إلى أتمتة المهام التي تستغرق وقتًا طويلاً، بما في ذلك إدخال البيانات، وجدولة المواعيد، وإعطاء الأدوية، وتشخيص الأمراض. قد يساعد حتى في التنبؤ بالأوبئة، ومساعدة المتخصصين في الرعاية الصحية والحكومات على الاستعداد في حال وجود جائحة. وبالتالي، فإن المهنيين في هذا المجال لديهم المزيد من الوقت للتركيز على المرضى بدلاً من الغرق في الأعمال الروتينية.
حالياً، قد تشعر العديد من الشركات وموظفيها بالضياع وسط الضباب التكنولوجي الذي خلقه الذكاء الاصطناعي التوليدي. لذلك، ينبغي على القادة تحديد المهام التي يقوم بها البشر، وتلك التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي. قد تكون البرمجة ضرورة للعديد من الأدوار الوظيفية، لكن تبقى المهارات العاطفية والمعرفية هي التي تُحدِث الفرق. وذلك لأن التعاون بين العاملين يُعدّ أمرًا إلزاميًا للتنقل في مشهد الشركات المثقَل بالذكاء الاصطناعي. وعليه، فهناك حاجة للمزيد من النقاشات حول ذلك والتخفيف من المخاوف التي تنتاب العاملين.
نشرة فهم البريدية
لتبقى على اطلاع دائم على كل ما هو جديد مما تقدمه منصة فهم، انضم لنشرتنا البريدية.
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي. كاتب تقني. يرتكز عمله المهني على توفير المهارات الإستراتيجية لدعم وفهم تقنية الذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية. أنجز العديد من الدراسات والمقالات العلمية في الذكاء الاصطناعي، وتركّز أبحاثه على التأثير الحقيقي لهذه التقنية في مختلف المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *