۱. أسراب الطائرات بدون طيار
تُعتبر الطائرات بدون طيار أحد أبرز الاستعمالات العسكرية المتطورة للذكاء الاصطناعي. وتعدّ الأسراب منها أكثر فاعلية من طائرة بدون طيار فردية. فعندما تتلقّى طائرة بدون طيار معلومات حيوية، يمكنها التصرف بناءً عليها أو إيصالها للطائرات الأخرى في السرب. ويمكن استخدام هذه الأسراب في عمليات المحاكاة، بالإضافة إلى عمليات التدريب الفعلية، ولديها القدرة على اتخاذ القرارات في مجموعة متنوعة من المواقف، حيث يكون للسرب هدف شامل، في حين تتمتع الطائرة بدون طيار الفردية بالقدرة على التصرّف بشكلٍ مستقل.
ويتمّ برمجة أسراب الطائرات بدون طيار التي يتم التحكّم بها لتعمل بنفس الطريقة التي تتخذها أسراب الحشرات. فعلى سبيل المثال، عندما تجد النحلة شيئًا يمكن أن يفيد بقية الخلية، ستقوم بإبلاغ تلك المعلومات للنحل الآخر. ويمكن للطائرات بدون طيار أن تفعل الشيء نفسه. فهي قادرة على إيصال المسافة والاتجاه والارتفاع للهدف، بالإضافة إلى أيّ مخاطر محتملة، تمامًا كما تفعل النحلة.
۲. اتخاذ القرار
تتمثّل إحدى أفضل فوائد الذكاء الاصطناعي في البيئة العسكرية في الحيّز الذي قد يشعر القادة العسكريون بالتردّد لذلك قد يجري الاستعانة بهذه التقنية. حيث بإمكان الخوارزميات جمع ومعالجة البيانات من مصادر مختلفة للمساعدة في اتخاذ القرار، خاصةً في المواقف الحرجة والشديدة التوتر. وفي العديد من الظروف، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل الموقف بسرعة وكفاءة بمعزل عن طبيعة تلك الظروف. كما أنها قادرة على تحييد التحيزات التي قد تأتي مع مدخلاتٍ بشرية. مع الإشارة إلى أنّ الذكاء الاصطناعي قد لا يكون لديه حتى الآن، فهم متطور بالكامل للمخاوف الأخلاقية البشرية. بل هناك خطر من أن يتعلم من التحيزات التي قد توجد في بيانات التدريب. ومع ذلك، يمكن له تحت الإشراف البشري العمل لتسهيل المهمة، والجمع بين الفهم الأخلاقي للبشر والقدرات التحليلية السريعة التي يمتلكها في تسريع عملية صنع القرار. كما لديه القدرة في أن يساهم بإنشاء عمليات محاكاة لاختبار السيناريوهات المحتملة، مما يسمح باتخاذ قرارات أكثر استنارة. وعند تلقي المخرجات، ينبغي على البشر سدّ الثغرات، باستخدام فهمهم للمبادئ الأخلاقية ومصالح الأمن القومي، وما إلى ذلك.
۳. التعرّف على الأهداف
يستطيع أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تشخيص الهدف بشكلٍ دقيق في البيئات القتالية. كما يجري الاستعانة به للسماح للقوات العسكرية باكتساب فهمٍ مفصّل لمنطقة العمليات من خلال فحص التقارير، وأشكال المعلومات الأخرى، وجمع وتحليل المصادر بسرعةٍ أكبر من البشر. ومع قدرات المحادثة للذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن أن يجري نقاش ثنائي الاتجاه حول تلك المعلومات. وهنا، يستطيع صنّاع القرار طرح أسئلة للتأكد من ظهور المعطيات الأكثر صلة بالموضوع. كما قد تتمتع الأنظمة بالقدرة على التنبّؤ بسلوك القوات المعادية، وتوقّع نقاط الضعف، والظروف الجوية والبيئية، وغيرها. ولكن لا بدّ أن يقع اتخاذ القرار النهائي على عاتق البشر.
٤. الأمن السيبراني
حتى الأنظمة العسكرية شديدة الأمان، قد تكون عُرضة للهجمات الإلكترونية. وهنا، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً للغاية. إذ هناك احتمالية أن تتعرّض المعلومات السرية لخطر الاختراق الأمني، فضلاً عن الإضرار بكامل النظام، مما قد يعرض القوات العسكرية للخطر. إنّ الذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على حماية البرامج، والبيانات، ومنع الأشخاص غير المصرّح لهم بالوصول إليها. كما قد يساعد في دراسة أنماط الهجمات الإلكترونية، وتشكيل استراتيجيات حماية من أجل مكافحتها. وبخصوص الذكاء الاصطناعي التوليدي فهو يستطيع توليد السيناريوهات التي من شأنها تحسين الأمن في البيئات العسكرية، وذلك بفضل القدرة على تحليل كميات كبيرة من البيانات والعثور على الأنماط، واستخدام المخرجات للتنبؤ بالهجمات المستقبلية.
٥. رعاية وإجلاء المصابين
تمثّل البيئة الخطرة في ساحة المعركة الكثير من العقبات أمام توفير العلاج الطبي للجرحى. ونظرًا لأنه يتعين على الجنود والمسعفين اتخاذ قراراتٍ في المواقف الصعبة، فإن الذكاء الاصطناعي قادر على مساعدتهم عندما يحتاج الزملاء إلى العون. وقد تقوم الأجهزة القابلة للارتداء بتقييم البيانات الطبية من الجنود والمساعدة في التشخيصات الصعبة. كما يمكن دمج الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة الجراحية الروبوتية لإجراء عمليات الدعم، والإنقاذ الجراحية عن بُعد لا سيما في مناطق الحرب. ومع ذلك، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع اتخاذ هذه القرارات لوحده نيابة عن البشر، وذلك لأنه ليس لديه فهم للعوامل العاطفية والسياقية المرتبطة بحالة الحياة أو الموت.