يعدّ التصميم الداخلي فنًا يجلب الأناقة والراحة لحياة المرء. ويظهر ذلك من خلال تعزيز القيمة الجمالية في مساحةٍ محددة. ويستثمر الناس الكثير من الوقت والمال للحفاظ على السحر الداخلي لمنازلهم وشققهم ومكاتبهم. وكما الكثير من الصناعات، فقد شقّ الذكاء الاصطناعي طريقه في هذا المجال. وعندما يتعلّق الأمر بالتصميم الداخلي، تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء زخرفةٍ مخصصة من خلال عكس شخصية المالك، وفي الوقت نفسه تكون مريحة وأنيقة. وبالتالي، تؤثّر هذه التقنية بشكلٍ إيجابي على صناعة التصميم الداخلي بشكلٍ ملحوظ، حيث كان العملاء يقضون وقتًا طويلاً في زيارة السوق والمهنيين، أمّا اليوم فقد بات بإمكانهم استكشاف حلول التصميم من خلال هواتفهم الذكية وحواسيبهم أينما كانوا.
1. الذكاء الاصطناعي وعمله في التصميم الداخلي
يعتمد التصميم الداخلي على خوارزميات البحث التي تحدّد أذواق المستهلكين، من خلال بيانات التصفّح الخاصة بهم. ويسمح الذكاء الاصطناعي لأجهزة الحواسيب أيضًا بتفعيل خاصية الفلترة بناءً على أذواقهم. ومن ثمّ، يمكّن الشركات من تنفيذ أيّ نوع من أنماط التصميم بناءً على تفضيلات العملاء.
⦿ البحث المرئي
يتمّ الاستعانة في مجال التصميم الداخلي على البيانات والاكتشاف المرئي لتحسين القدرة على البحث. ويمكن للمتسوّقين التقاط صور لعناصر التصميم التي يريدون تأثيثها، ثم البحث والمقارنة مع العناصر المتاحة في دليل شركة التصميم. ويتيح البحث المرئي لهذه الشركات مواءمة الصورة مع العناصر التي يحددها العملاء بسرعةٍ وفاعلية. ومن الأمثلة على ذلك نذكر شركة “Cadeera” وهي شركة ناشئة تعمل بالذكاء الاصطناعي مقرها في بريطانيا تطبّق نهج البحث المرئي للتصميمات الداخلية. ويقدّم برنامج الشركة العديد من صور التصميمات للمستخدمين بأنماطٍ مختلفةٍ، ثم يحدّد تفضيلاتهم لنمط التصميم بالاستناد إلى حكمهم على تلك الصور. وبعد ذلك يعمل البرنامج على تحليل إشارات الاختيار ليقترح عناصر محددة بناءً على اختياراتهم. كما يمكن للمستخدمين أيضًا البحث في نمط التصميم الخاص بهم وذلك عن طريق تحميل صورة، وتحليل بياناتها للحصول على أشياء مشابِهة من حيث المظهر.
⦿ الواقع المعزز – عرض ثلاثي الأبعاد
يسمح الواقع المعزز (Augmented Reality) بتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في مجال التصميم الداخلي. وتكمن أهمية هذه التقنية في كونها تعتمد على المزج بين المعلومات الرقمية والمعلومات المستقاة من البيئة المحيطة، ثم تعرضها معاً عبر صورة مركبة غنية بالمعلومات. ومن خلال الواقع المعزّز يمكن لشركات التصميم الداخلي عرض عناصر الأثاث بطريقةٍ ثلاثية الأبعاد، ومساعدة العملاء، وذلك من خلال إنتاج منزلٍ افتراضي. ومن خلال رؤية العرض، يستطيع العملاء التحقّق ممّا إذا كانت عناصر الأثاث تناسب مكانهم، أو أنهم يحتاجون إلى شيءٍ آخر. كما يمكن لهم تصوّر كيف سيظهر التصميم مع العناصر المحددة حتى قبل اتخاذ قرار الشراء. وبالتالي فإن الذكاء الاصطناعي يساعد في تبسيط طريقة الاختيار للمستهلكين مع تعزيز فرصهم في الشراء لأيّ تصميم. وتعدّ “LexSet.ai” أحد الأمثلة في هذا السياق، حيث تجمع الشركة الأميركية بين الذكاء الاصطناعي والواقع المعزّز لتقديم الخدمة لعملائها، وتوفّر لهم عرض ترتيبات غرفهم بمجرد معرفة محتواها. وتستخدم هذه الأداة كاميرا الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي وتحدد الأثاث الموجود في مكان العميل، ومن ثم، تقوم بعملية التحليل، وتقترح على العملاء كيف يمكنهم تحسين التصميم الداخلي مع سلع الأثاث المتاحة قبل الاطلاع حتى على دليلهم المتاح.
2. من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصميم الداخلي
⦿ Planner 5D
هو برنامج ثلاثي الأبعاد، وسهل الاستخدام لإنشاء مخطّط تصميم احترافي. وتتوفر هذه الأداة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لأنظمة ويندوز، وماك وكذلك تطبيقات على الهواتف. ومن خلال Planner 5D يمكن تحويل مخطّط ثنائي الأبعاد إلى ثلاثي الأبعاد بسهولة. وتعدّ الأداة فعالة في إنشاء إعدادات داخلية مخصصة للمنازل، أو الشقق، أو المكاتب. وبفضل رسوماته ثلاثية الأبعاد، يبدو التصميم الداخلي واقعيًا للغاية. كما يتيح البرنامج تغيير موضع الأثاث ومختلف عناصر الديكور الأخرى. وحتى يمكن إضافة أجهزة إلكترونية مثل التلفزيون والثلاجات والنباتات الداخلية وما إلى ذلك إلى التصميم الخاص بالمستخدمين.
⦿ Homestory AR
هو تطبيق IOS، يعرض أنواعًا مختلفة من الأثاث وأساسيات التصميم التي من شأنها أن تجعل التصميم يستحقّ المشاهدة. ويتعيّن على المستخدمين فقط مسح المنطقة التي يريدون تصميمها، وعندها سيقيس الذكاء الاصطناعي حجم وشكل المنطقة، ويقترح العناصر المناسبة التي توفّر التصميم الأفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدم مشاركة التصميمات والصور الموصى بها مع الآخرين، ويمكنه عرض المساحة المغطاة من زوايا مختلفة باستخدام غرفة افتراضية ثلاثية الأبعاد.
⦿ IKEA Place
طرحت إيكيا الشركة المتخصصة في المفروشات منصة تصميم داخلي مدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمى IKEA Place. ويعمل التطبيق الذي يستخدم الواقع الافتراضي على إتاحة منتجات الشركة وفق المساحة الخاصة للمستهلكين، وذلك من خلال القيام بعملية مسح ضوئي بمساعدة كاميرا الهاتف المحمول للمنتجات، ويوصيهم بأفضل الخيارات المطابقة. ويوفر أيضًا القياسات الفعلية للأثاث لتناسب مساحتها، ومن ثم يختار المستخدمون ما يناسبهم.
⦿ Havenly
مع هذا التطبيق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكن للمستخدم تجميع أفكاره ذات الصلة بالتصميم الداخلي، واختيار ما يلائمه لإضفاء لمسة واقعية لخياله. ولفعل ذلك، لابدّ من الخوض في اختبارٍ بسيط لمعرفة ذوقه، ثم ستقوم الخوارزمية باختيار التصميم المناسب له.
يمكن القول إنّ دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التصميم الداخلي يمكن له أن يسدّ الفجوة المتزايدة بين طلبات المستهلكين والتطبيق العملي للحل. وتضمن هذه التقنية مستقبلًا مريحًا إذا صح التعبير في مجال التصميم الداخلي، لأنه بإمكانها تصوّر رغبات العملاء، مما يوفّر لهم تجارب مخصصة، بل إنّها تعيد تعريف تجربة التسوق للمشتري حيث يمكنه تصور منزل أحلامه وإجراء تغييرات بناءً على تفضيلاته حتى قبل شراء عناصر التصميم.