تمهيد:
تُعد كل من تقنيتي الذكاء الاصطناعي (AI) و إنترنت الأشياء (IoT) بشكل مستقل من التقنيات القوية و الواعدة في قطاع تقنية المعلومات، ولكن عندما يتم الجمع بين هاتين التقنيتين نحصل على تقنية متطورة أكثر تعقيداً تعرف بالذكاء الإصطناعي للأشياء Artificial Intelligence of Things واختصاراً بـ AIoT حيث تعتبر أجهزة إنترنت الأشياء كنظام عصبي رقمي بينما يُعد الذكاء الاصطناعي العقل المدبر لهذا النظام ومن خلال هذا المقال سأستعرض نبذة بسيطة عن هذه التقنية الهجينة و بعض من تطبيقاتها العملية في عالمنا.
ما هو الذكاء الاصطناعي للأشياء | Artificial Intelligence of Things:
لفهم الذكاء الاصطناعي للأشياء بشكل أفضل، ينبغي أولاً أن نبسط مفهوم إنترنت الأشياء ، فعندما يتم توصيل “أشياء” مثل الأجهزة القابلة للارتداء Wearable Devices والثلاجات والمساعدات الرقمية Digital Assistants وأجهزة الاستشعار (الحساسات) Sensors وغيرها من المعدات بالإنترنت يصبح بالإمكان التعرف عليها بواسطة أجهزة أخرى كأجهزة الكمبيوتر ليتم جمع بياناتاها ومعالجتها و حينها يتكون لدينا مايسمى بإنترنت الأشياء IoT.
أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي فهو إمكانية النظام من إكمال مجموعة من المهام أو التعلم من البيانات بطريقة تبدو ذكية. فعند إضافة الذكاء الاصطناعي إلى إنترنت الأشياء ، فهذا يعني أن هذه الأجهزة يمكنها تحليل البيانات واتخاذ القرارات والتصرف بناءً على تلك البيانات دون تدخل من قبل البشر.
فتصبح لدينا أجهزة أو أشياء “ذكية” تساعد في زيادة الكفاءة والفعالية عن طريق تحليل البيانات التي تُستخدم بعد ذلك لتحسين النظام وتوليد أداء أعلى ورؤى تجارية أشمل بالإضافة لإنشاء بيانات تساعد على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.
أمثلة عملية على الذكاء الاصطناعي للأشياء :
الدمج بين إنترنت الأشياء والأنظمة الذكية يجعل الذكاء الاصطناعي للأشياء AIoT أداة قوية ومهمة للعديد من التطبيقات التي لا غنى عنها في عالمنا ، أدناه نستعرض بعضاً منها :
1- تجارة التجزئة الذكية | Smart Retail
في بيئة البيع بالتجزئة الذكية ، يمكن لنظام الكاميرا المزود بقدرات رؤية الكمبيوتر Computer Vision استخدام تقنية كالتعرف على الوجوه لتحديد العملاء عندما يمشون عبر الباب. حيث يحمع النظام معلومات عن العملاء بما في ذلك جنسهم وتفضيلات المنتجات وتدفق حركة المرور والمزيد ، ويحلل البيانات للتنبؤ بدقة بسلوك المستهلك ثم يستخدم تلك المعلومات لاتخاذ قرارات حول عمليات المتجر بدءاً من التسويق إلى وضع المنتج والقرارات الأخرى فعلى سبيل المثال ، إذا اكتشف النظام أن غالبية العملاء الذين يدخلون المتجر هم من جيل الألفية ، فيمكنه نشر إعلانات المنتجات أو العروض الخاصة داخل المتجر التي تروق لهذه الفئة السكانية ، وبالتالي زيادة المبيعات. كما يمكن للكاميرات الذكية تحديد المتسوقين والسماح لهم بتخطي عملية الدفع كما يحدث في متجر Amazon Go.
2- المراقبة المرورية بواسطة الطائرات بدون طيار | Drone Traffic Monitoring
في المدن الذكية ، هناك العديد من الاستخدامات العملية لتقنية الذكاء الاصطناعي للأشياء بما في ذلك مراقبة حركة المرور بواسطة الطائرات بدون طيار فإذا كان بالإمكان مراقبة حركة المرور وإجراء تعديلات على تدفق حركة المرور في الوقت الفعلي ، عندئذٍ سيتم تقليل الازدحام بشكل ملحوظ في الطرق.
فيحن يتم نشر الطائرات بدون طيار لمراقبة مساحة كبيرة ، يمكنها نقل بيانات حركة المرور ، ومن ثم يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات واتخاذ قرارات حول أفضل السبل للتخفيف من الازدحام المروري من خلال تعديلات لحدود السرعة وتوقيت إشارات المرور دون تدخل بشري
3- المباني و أماكن العمل | Office Buildings
هناك مجال آخر يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وهو الأبنية الذكية Smart Buildings حيث تختار بعض الشركات تركيب شبكة من أجهزة الاستشعار البيئية الذكية في مبانيها قادرة على اكتشاف الأفراد الموجودين وضبط درجات الحرارة والإضاءة لتساهم في تحسين كفاءة الطاقة في هذه الأماكن.
و يمكن للمبنى الذكي التحكم في الوصول إلى المبنى من خلال تقنية التعرف على الوجوه Facial Recognition حيث أن الجمع بين الكاميرات المتصلة والذكاء الاصطناعي يمكّننا من مقارنة الصور الملتقطة في الوقت الفعلي بواسطة قاعدة بيانات لتحديد من يجب منحه حق الوصول إلى المبنى والذي يُعد أحد التطبيقات البارزة للـذكاء الاصطناعي للأشياء AIoT في العمل و بطريقة مماثلة ، لن يحتاج الموظفون إلى تسجيل الحضور ، أو لن يكون من الضروري إكمال حضور الاجتماعات الإلزامية ، نظرًا لأن نظام الـ AIoT يعتني بذلك.
4- إدارة الأسطول والمركبات ذاتية القيادة | Fleet Management and Autonomous Vehicles
يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للأشياء اليوم للمساعدة في مراقبة الأعداد الكبيرة من المركبات أو كما تسمى بأسطول المركبات، وتقليل تكاليف الوقود ، وتتبع المركبات المعطوبة و مدى حاجتها للصيانة وعلاوة على ذلك تحديد سلوك السائق غير الآمن وذلك من خلال أجهزة التي تستخدم إنترنت الأشياء مثل نظام تحديد المواقع GPS وأجهزة الاستشعار الأخرى ونظم الذكاء الاصطناعي لتستطيع الشركات من إدارة أسطولها من المركبات بشكل أفضل مما سبق.
هناك طريقة أخرى لاستخدام AIoT وهي المركبات ذاتية القيادة مثل أنظمة القيادة الآلية من شركة Tesla التي تستخدم الرادارات وأجهزة السونار ونظام تحديد المواقع والكاميرات لجمع البيانات حول ظروف القيادة ثم يقوم نظام الذكاء الاصطناعي باتخاذ القرارات بشأن البيانات التي تجمعها هذه الأجهزة (أجهزة إنترنت الأشياء) .
5-روبوتات التوصيل ذاتية القيادة | Autonomous Delivery Robots
على غرار استخدام تقنية الـ AIoT مع المركبات ذاتية القيادة، فإن روبوتات التوصيل ذاتية القيادة هي مثال آخر على هذه التقنية أثناء العمل حيث تحتوي هذه الروبوتات على مستشعرات تجمع معلومات حول البيئة التي يمر بها الروبوت ثم تتخذ قرارات فورية حول كيفية الاستجابة من خلال منصة الذكاء الاصطناعي الموجودة على متنها.
المصدر:
What Is The Artificial Intelligence Of Things? When AI Meets IoT
اريد ان اتدرب